What Does نقاش حر Mean?



كاتب يمني مقيم في ألمانيا. يكتب في العديد من الصحف والمجلات اليمنية والعربية.

إن الحداثة هي بالضبط ما نكب فلسطين وأنقذها في ذات الوقت، ولهذا فما يقترفه النظام العربي من تواطؤ في استمرار مذبحة غزة لن يحل معضلته لأن المسألة الفلسطينية أنشب جذورًا في نسيج الوجود العربي من أن تُصفّى بمذبحة. القضية الفلسطينية نظريًا يمكن تصفيتها بالطبع، فليس عند العرب امتياز وراثي يمنعهم من التاريخ، ولكن لكي يحدث هذا يجب أن يحدث أمران: إبادة الأغلبية الساحقة من الشعب الفلسطيني، وإبادة العرب ثقافيًا؛ أي أن يطوّروا هويات جديدة تمامًا تقطع كل تراكمهم الحضاري لألفي عام.

اختلاف الآراء والمصالح ليس بالضرورة شيئاً سلبياً، بل قد يكون الاختلاف الصحي سبباً في نجاحنا بطرق لم نتوقعها قط.

سواء قبلنا أو رفضنا المقارنة التي يضعها ميل، فمن غير الواضح على الأقل أن كون إساءة رأي مُعين إلى بعض الناس يُعد سبباً كافياً لقمعه.

 هذا الأمر يفسّر بعض ما نحبه وما لا نحبّه فينا: يفسر هذا الإخلاص والصلابة الشعبية التي لا تصدأ في الموضوع الفلسطيني، ويفسّر كذلك أشنع تناقض أخلاقي عاشه العرب في تاريخهم الحديث المتمثّل في أن بعض كبار محبّي فلسطين من النخب أو من القطاعات الشعبية لم تهزّه كثيرًا نكبة شنيعة أخرى هي المذبحة التي طالت الشعب السوري على يد نظام بشار الأسد وحلفائه.

إسرائيل تقصف الضاحية الجنوبية لبيروت من جديد، والأمم المتحدة تندد بـ "الهجوم المدمر" على النبطية

ليس من المهم أن تستمع فقط للآخر، عليك الإصغاء فعلاً لما يقوله. كريس دو ميير، عالم الأعصاب في جامعة "كينغ كوليج" في لندن، يقول: "عادة ما يأخذ الناس موقعاً ويغرقون أنفسهم فيه" بحيث تنتهي المناقشة "بتحدٍ وعراك".

الجدل لا يعني أن تكون فظاً، بل لا بد من تجنب الإهانات الشخصية لإجراء نقاش بنّاء.

قد تكون هذه الفكرة مستغربة، لكن لتخوض جدلاً ناجحاً، عليك أن تجد أسساً مشتركة للجدال.

هذا علاوة على أن فكرة تضامن الشعوب والدول مع القضايا التي تهم النظام العربي ستضمُر؛ الغرب، مثل كل قوي انتهازي، لا يُكافئ الضعفاء الذين يعجزون عن اتخاذ مواقف سياسية (بله عسكرية) من مذبحة تدور على أرضهم أو على الأقل ضد “جيرانهم”، حتى وإن كانوا يخدمون سياساته. فإذا كنتَ ضعيفًا هكذا -أو مفرطًا في التودّد- ما الذي سيدفع الغرب إلى الضغط على دول تدافع عن مصالحها بوضوح وشراسة (مثل إيران وتركيا وأثيوبيا) والمخاطرة باستفزازها حفاظًا على مصالحك التي ثَبُتَ بدماء آلاف الأطفال أنك غير مستعد لإشهار القوة، أي قوة، في الدفاع عنها؟ أما نون دول العالم الثالث التي تطمح للعب دور في العالم فهي لن ترى أي قواسم أخلاقية مشتركة يمكن البناء عليها مع النظام العربي. كما أنه سيبدو طرفًا غير مأمون الجانب؛ بعض الدول في أقصى المعمورة يقطع العلاقات مع إسرائيل بسبب اقترافها إبادة تدور تحت بصر النظام العربي وسمعه وهو غير مستعد حتى للضغط لإدخال المساعدات وإجلاء الجرحى. أما “مصلحيًا” فالنظام العربي لن يكون طرفًا ضروريًا فقد ثَبُت أن الضغط البسيط عليه كافٍ، ولأن المرء، كما قال أحد الساسة السودانيين في موضوع آخر قبل قرابة ثمانين عامًا، يتحدث إلى سائق العربة وليس إلى الخيول التي تجرُّها!

غالباً ما يتملكنا الحماس للدفاع عن آرائنا بشراسة ونرفض الاستماع إلي الرأي الآخر، لكن لا يجب تجاهل حديث الشخص الذي تجادله.

نقاش حر دون ذباب إلكتروني.. "كلوب هاوس" يفتح نافذة سياسية واجتماعية للمصريين

انهيار العملة و البطالة يقودان الرجل اليمني إلى الاكتئاب و العنف المنزلي

وأخيراً وليس آخراً، علينا أن نكون لبقين عند فوزنا بالنقاش، فليس المطلوب أن تتمتع بالروح الرياضية فقط عندما تخسر، بل أن تكون كذلك في حالة الربح هو على نفس القدر من الأهمية. ويقول جون أوبراين، رئيس الجمعية الكاثوليكية المعارضة "كاثوليك فور تشويس" في العاصمة الأمريكية واشنطن: "طريقة معاملة الآخرين عندما نفوز عليهم، موضوع في غاية الأهمية، فالقدرة على الاستيعاب لا يعني احتواء من يشبهونا في الآراء، بل استيعاب من يخالفونا في الرأي".

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *